الثلاثاء، نونبر 20، 2007

مسيرو تطوان الجدد أيقظوا فريق المدينة من سباته الطويل




21 juin 2007
مسيرو تطوان الجدد أيقظوا فريق المدينة من سباته الطويل
أمين الكنوني مسيرو تطوان الجدد أيقظوا فريق المدينة من سباته الطويل
يندهش الكثير من الأوروبيون كوننا نحن المغاربة نعرف الكثير عن دورياتهم ، ربما لأنه لاشيئ مهم يحدث عندنا ، لذلك نشغل أنف
سنا بمشاهدة البطولات الإسبانية والايطالية والإنجليزية ، فتلك البطولات هي عزاؤنا الاخير ومن دونه كنا سنموت من الملل ، لكن للجمهور التطواني اليوم رأي آخر ، فلم يعد ملأ "الكينيلا الإسبانية" ومشاهدة الليغا شغله الوحيد ، بل أصبح التطوانيون يفطرون على أخبار فريق مدينتهم ، ويتعشون بنتائجه المثيرة للشهية ...و المثيرة أيضا لغيرة جيرانهم الطنجاويين . الكثير من رؤساء الأندية ومسييرها في بلادنا تمنحهم العناية الإلاهية ملاعق من ذهب ، لكن أنانيتهم الزائدة تجعلهم مصرين على لعب دور المقهور والمسحوق ، ولسبب غامض ينجح هؤلاء الرؤساء والمسيرون في لعب الدور فلا تنطلي الحلية فقط على الإعلام وعلى جماهير أنديتهم ولكن أيضا على أنفسهم فيقضون العمر كله في مد اليد والاستجداء بسبب هذا الانفصام الساخر ، في الماضي كان الطريق مفتوحا على مصراعيه أمام الجنرالات والبرلمانيين وأصحاب الضيعات والكروش المنتفخة ووجهاء العائلات الفاسية الثرية لتسيير الفريق المغربية ، واعتبر رجال الأعمال المغاربة الاسثتمار في مجال كرة القدم رهانا خاسرا ، يشبه شراء سرب من الحمام ، وفتح القفص أمامه لينطلق محلقا في أعالي السماء ، لكن الأقدار في تطوان اختارت الحاج عبد المالك أبرون ليعيد للمغرب التطواني بعضا من وشائج الماضي ، حينما كان مغرب أتليتيك تطوان يشارك في الدوري الإسباني الأول وحينما لعب أيضا نهاية كأس العرش عام 1963 تحت قيادة الجناح الأيسر الشهير لحسن شيشا ... ما يشهده نادي مغرب أتليتيكو تطوان ، يشبه الصحو من النوم بعد سنوات مضنية من الكوابيس المزعجة .... فريق تطوان الأول ، أصبح فريق جهة الشمال بلا منازع ، وبعد ان كان المغرب التطواني يحصل على تأشيرة دخول وخروج للقسم الأول ، أصبح اليوم يتوفر على بطاقة إقامة دائمة في مجموعة اندية الصفوة ....ولتطوان اليوم أن ترفع رأسها وتفتخر فلم يعد المغاربة يقدمون إليها لشراء ماروخا والمورطاديلا ، أو لاكل وجبة سردين في الرينكون فقط ، ولكن أيضا لمشاهدة فرق مدنهم وهي تسقط تباعا في ملعب سانية الرمل ولمتابعة أبرز اللاعبين المغاربة وهم يتوافدون على تطوان مرتدين قميص الروخي بلانكو....تطوان...حاضرة الصحوة والعلم...والكرة أيضاتبدو مدينة تطوان لزائرها أول مرة كرضيع في قماط أبيض، بمساجدها الشاهدة على الايمان واليقين والصحوة الاسلامية من حيث مر طارق بن زياد وموسى بن نصير وحيث سكن سيدي المنظري وسيدي الفخار وسيدي التبين وليس كما يصفها الاعلام المغربي كمعقل للارهابيين والمهربين.... والجبال في تطوان تبدو في الليل أكثر سوادا وأقل علوا مما تبدو عليه نهارا ، بماذا تفكر جبال تطوان ربما هي تتنفس ، أو هي تنمو... أو هي تتذكر مقالات جرائد السلام والريف والأمة حيث حظيت القضية الفلسطينية في صحافة مدينة تطوان بداية عقد الثلاثينات بما لم تحظ به في أي قطر عربي أو هي تحن إلى زيارة بعض رجالات المشرق المشاهير من زعماء وعلماء وكتاب مثل الأمير شكيب ارسلان أو هي تلهج بذكر سير أبناء المدينة الذين أرسلتهم تطوان كبعثات طلابية لاستكمال الدراسة في مختلف المدارس والمعاهد والكليات , بكل من نابلس والقاهرة وبغداد أو هي الجبال ترنو حزينة إلى عبد الخالق الطريس زعيم الحركة الوطنية في شمال المغرب إبان فترة الاستعمار ، أو تلملم بقايا حسرة الاعلامي العربي الكبير المهدي بنونة مؤسس وكالة المغرب العربي للانباء والتي انتزعتها منه الدولة ولم تفكر يوما في إرجاعها له ، او هي الجبال تعيد استحضار مشاركات فريق مغرب أتلتيك تطوان في البطولة الإسبانية ، حينا حلت بالمغرب فرق ريال مدريد ، وبرشلونة وبلباو وغيرها من الفرق العتيدة ، وشريط ذكريات الفريق بلاعبيه المتألقين مصطفى الرينكون ،ولحسن شيشا ، ومصطفى البطاش و بكار و العربي شباك ...وغيرهم كثير.مسيرو تطوان الجدد يوقضون فريق المدينة من غيبوبتهبدأ فريق المغرب الماضي ومنذ الموسم الماضي في التخلص تدريجيا من السكتات القلبية المزمنة والتي كانت تسقط الفريق التطواني دائما في غيبوبة طويلة بالقسم الوطني الثاني ، ورغم أن الكثير من الاعلاميين الرياضيين ببلادنا اختاروا الجواد الخاسر عندما راهنوا على فشل الحاج عبد المالك أبرون في قيادة المغرب التطواني للافلات من السقوط مرة جديدة إلى القسم الثاني ، إلا ان كثيرا منهم لم يتوقع أن يلعب الفريق التطواني هذا الموسم أدوارا طلائعية بالبطولة المغربية ، تؤهله للتألق وللمشاركات القارية ، فركز الكثيرون على الإمكانيات الالية المتوفرة امام الفريق التطواني متناسين أن ما يصرفه الفريق التطواني لا يتجاوز ما تصرفه باقي الأندية المغربية الكبرى ، كما أن الإدارة التسييرية للمغرب التطواني تحملت مسؤولية الفريق في فترة عرف فيها تراكمات سلبية جعلت تسيير الفريق التطواني بمثابة انتحار مالي واقتصادي ، كما وجد مسيرو الفريق التطواني خزائن الفريق مفرغة والعجز يدب في دواليبه التي تعرف خصاصا ماليا كبيرا و فاتورات مصاريف غير مبررة ، فما كان أمام الحاج أبرون سوى اللجوء لخبراء محاسباتيين من أجل اتخاذ قرارات واجراءات من شأنها أن تنظم التسيير المالي للفريق وتجعل تدبيره أكثر عقلانية ووضوحا ، ورغبة منه في لعب أدوار طلائعية ، واحتلال المراتب المؤدية للمشاركات العربية والقارية ، فجلب الفريق خلال هذا الموسم عددا كبيرا من اللاعبين لعل أبرزهم حمدوة بنشريفة والحسين أوشلا ومحمد أمين قبلي ، وخان الحدس البعض من المهتمين الكرويين حينما وصفوا تعاقد فريق المغرب التطواني مع بنشريفة وأوشلا بكونه صفقة فاشلة للاعبيين في سن اليأس الكروي ، مع العلم أن المدافع بنشريفة لازال يسجل أهداف أروع وأكثر من أغلبية مهاجمي البطولة والذين ربما انهكتهم مجالس الشيشة ، ولازال أوشلا يتميز ببنية جسدية واستماتة يحسدها عليها شباب لم يتجاوزوا العشرين ، بالاضافة إلى تألق الشاذلي في حراسة المرمى وذوذه عن عرين فريق المغرب التطواني بوفاء وبسالة قل نظيريهما ، ويبقى تعاقد الفريق مع الإطار عبد الهادي السكيتيوي واحدة من الخطوات الإيجابية التي أقدم عليها الحاج أبرون والتي أرجع بها الثقة للمدربين المغاربة رغم أن أحد هؤلاء المدربين المغاربة والمعروف بتحينه للفرص وبتحوامه المتكرر بمنطقة الشمال كان يتمنى تدريب فريق الحمامة البيضاء وكان يصر في خرجاته الاعلامية على قدرته على إيصال الحمامة إلى اهدافها المشنودة ، لكنه يجد نفسه اليوم في مؤخرة الترتيب رفقة ممثل الشمال الثاني ، كما أسكت الحاج أبرون بتعاقده مع السكيتيوي جميع الأصوات المنادية بجلب مدرب أجنبي للفريق.من عام الحزن إلى عام الفرح والانتصاركان موسم 1996-1997 موسما حزينًا بالنسبة للتطوانيين ربما أكثر المواسم حزنا في تاريخ المغرب التطواني ، انكسرت هيبة الفريق بعد أن سجل في مرماه أكثر من خمسين هدف ، وبعد أن سجلت المسيرة خمسة أهداف ووداد فاس ستة أهداف في شباك المغرب التطواني كانت تأشيرة الإقامة بالقسم الوطني الأول قد انقضت وحان معها موعد الرحيل ، لكن حزن التطوانيين وحزن الشماليين جميعًا في كفة وفي الكفة الأخرى حزن شاب تطواني بعينه ، تمر السنون وتندمل الجراح وتسكن الأحزان، ويرجع ذلك الشاب الفتي رئيسا منتدبا للمغرب التطواني ، محمد أشرف أبرون خبير الإشهار والتسويق الذي لم يتجاوز عقده الثالث ، والذي صنفته مجلة "تيل كيل" ضمن قائمة الخمسين مغربيا الذين سيساهمون في وضع لبنة مغرب الغذ ، قد تصادفه في أكدال بالرباط أو بطنجة او تطوان ، فالرجل الذي دخل المجموعة الوطنية متقدما على جميع منافسيه ، يحسن الانصات ودعم لاعبي فريقه وجمهوره بالحضور المعنوي والجسدي ومتابعته الدقيقة لعطاء مكونات الفريق ، محمد أشرف أبرون يحمل بين أكفه وفي وجدانه هم فريق المغرب التطواني والدفاع عن مصالحه ، مؤمنا أن الكلام الكثير شر كبير ، مفضلا أن يجالس جمعيات محبي فريقه ولاعبيه وأن يتحدث معهم بعفوية وطلاقة عوض أن يؤتث بلاتوهات التلفزة والتي تنبعث منها رائحة لغة الخشب ، وحيث تعشش عينة من المسيريين التي تدافع عن لاعبي فرقها ، إذ أن هناك بعض اللاعبين ولفرط غبائهم يحتاجون دائما لنبل وشجاعة المسيرين لإيصال أنينهم إلى الأسماع ، لكن على هؤلاء المسيرين الدفاع عن حقوق اللاعبين ومنحهم شيئا من الحب والود والانصات والانصاف في نفس الأن ، كنت أتصور رئيس إحدى الفرق البيضاوية الكبرى مجرد برجوازي يدافع عن حقوق لاعبيه الفقراء جدا، يتحدث مكانهم لكن الأكيد أنه لم يكن يحبهم ، أعتقد دائما انه كان يسخر من لاعبي فريقه وهو يثرثر في ميكروفونات الإذاعة عن مشاكلهم وضعف رواتبهم وحالتهم الإجتماعية المزرية ، لكنني أخمن ابتسامته الشامتة وهو يبيع عقد أحد لاعبيه لإحدى الفرق الأوروبية ، أو حينما يضرب بعصاه الكرة من مكان إلى مكان وهو يبحث عن الحفرة السحيقة التي تتجه نحوها وضعية ومستوى عيش لاعبي فريقه.... في تطوان اللاعبون سعداء وصراحاء وليسوا بحاجة لان يأكل الثوم بأفواههم آخرون ...فعندما يقف رئيس الفريق الحاج أبرون رفقة ابنه محمد أشرف كرجال تواصل بامتياز عن طريق الانصات لهموم لاعبي فريق الحمامة البيضاء جاعلين أبواب مكاتبهم مفتوحة أمام جميع مكونات الفريق ، حتى أن المجموعة الفتية لمشجعي فريق المغرب التطواني "الماطادوريس" تستطيع أن تجالس الرئيس وأعضاء المكتب وأن يتم الحديث بعفوية وصدق قل نظيره في باقي الفرق المغربية التي جعلت من بعض جمعيات محبيها مجموعات متطرفة ومختصة في خلق البلبلة والتأثير على عمل المدربين واللاعبين ، تستطيع أيضا أن تصادف بعضا من ميسيري فريق المغرب التطواني يتجولون عبر شبكة الأنترنت ، ويجيبون على تساؤلات محبي ومشجعي فريقهم ، وأكثر من ذلك استطاع مسيرو المغرب التطواني أن يصدروا مجلة خاصة بالفريق وان يضمنوا لها الانتظام في الصدور كقناة تواصلية أخرى بينهم وبين الجماهير التطوانية المتعطشة للانتصار، ولأنها تحمل حبا كبيرا للفريق فلم تتوانى الجماهير التطوانية عن بعث الحياة من جديد في صحيفة المغرب التطواني بمنتدى كووورة مغربية ، وأصبحت هذه الصحيفة واحدة من مصادر الأخبار التي يعتد بها لدى وسائل الإعلام المغربية بل أصبحت أيضا صحيفة المغرب التطواني تشارك في صنع الحدث بعدما وشحت صدر اللاعب الحداد كأفضل لاعب بالمغرب التطواني خلال الموسم المنصرم 2006 ، وبعد أن استطاعت محاورة ولقاء جل نجوم فريق المغرب التطواني.تطوان وزمان الوصلالجميع يتذكر درس التاريخ حول فتح الأندلس ، مستغربين كيف استطاع طارق بن زياد أن يحرق السفن حتى لا يعود أحد إلى المغرب قائلا لجنده إنهم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام ، الغريب في درس التاريخ أن لا أحد يعرف ماذا حل بطارق بن زياد بعد فتح الأندلس ، سوى ان بعض المهاجرين أصبحوا يحرقون جوازات سفرهم عندما تلوح أمامهم أضواء الأندلس ويرمون بها في عرض البحر ، وماحدث من تنكر تاريخي مقصود في حق بن زياد هو نفس ذلك التجاهل الاعلامي والرياضي المقصود في حق فريق المغرب التطواني وتاريخه وأبنائه ...ربما لأن طارق بن زياد كان امازيغيا وربما لان تطوان كتب لها أن تكون شمالية ...في تطوان تضع يدك على تاريخ فريق عريق ،وزيارتك لملعب سانية الرمل الذي احتضن صولات وجولات أعتى الفرق الإسبانية ، تبدأ بها الكثير من الأشياء وتنتهي عندها الكثير من الذكريات ، وتتحدد بها العديد من الأمور ، فتصبح أيامك رهنا بهذا التقويم : ما قبل عائلة أبرون وما بعده ..وعلى ملعب سانية الرمل يتمشى معك شخص اسمه التاريخ ...تسمعه ينشد عليك من فوق مدرجات الجماهير التطوانية قصاصات شعر اندلسي فائق الترف : جادك الغيث إذا الغيث همى ، يا زمان الوصل بالأندلس ، لم يكن وصلك إلا حلما ، في الكرى أو خلسة المختلس

ليست هناك تعليقات: