الأحد، نونبر 18، 2007

الدورة السابعة للقاءات فاس تتمحور حول "المقدس والحداثة

الدورة السابعة للقاءات فاس تتمحور حول "المقدس والحداثة"
فاس2-6-2007- انطلقت صباح اليوم السبت فعاليات "لقاءات فاس"، المنظمة في إطار مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة حول موضوع "المقدس والحداثة"، والتي تميزت هذه السنة بالرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمشاركين في هذه التظاهرة. وأوضح جلالة الملك في الرسالة السامية التي تلاها السيد محمد معتصم مستشار جلالته، أن التمسك بالمقدس لا يعني الانغلاق أو التحجر، مثلما أن الأخذ بالحداثة لا يعني الاستلاب أو الاغتراب. وبالنظر للعلاقة التي ينبغي أن تربط بين المقدس والحداثة، فإن المقدس بدون تفاعله مع الحداثة، يبقى كالجسد المحنط. كما أن الحداثة بدون قيامها على المقدس تظل عديمة الروح، مما يجعل منهما مفهومين متكاملين غير متناقضين.وأكد صاحب الجلالة أن الموسيقى الروحية خير تعبير عن "المقدس"، الذي ما فتئ يوحد مشاعر الإنسان، ولاسيما حين يسمو به عن نزوعات التعصب والانغلاق، ويتعالى به عن أسباب النفور والشقاق. وهي نفس المقاصد التي تقوم عليها الحداثة في قيمها الكونية، والتي لا تسعى إلا لتحقيق الانسجام والوفاق، عن طريق الاسترشاد بالعقل، وإشاعة الحرية والعدل، وتكريم الإنسان.وتوقف جلالته عند رمزية مدينة فاس وقال "غير خاف عليكم، أن رمزية المكان الذي تلتقون فيه، وعبق التاريخ العريق، الذي ينشر شذاه في رحاب مدينة فاس، وهي تستعد للاحتفال بذكرى مرور إثني عشر قرنا على تأسيسها، تضفي على ملتقاكم طابعا فريدا، لما تمثله من تمازج بين المقدس والحديث، في لوحة متناغمة الألوان، وسمفونية متناسقة الألحان، من أجل السلام والوئام. هذه العاصمة الروحية للمغرب، التي قيل فيها بحق 'إن العلم ينبع من صدور أهلها، كما ينبع الماء من عيونها'".وقالت السيدة نادية بنجلون مديرة هذه اللقاءات التي تنظم تحت شعار "المقدس والحداثة"، إن مقابلة الحداثة بالمقدس وبالثقافة والتراث أضحت تستدعي دقة متناهية.وأضافت في كلمة في افتتاح هذه التظاهرة الذي حضره السادة محمد معتصم وأندري أزولاي مستشارا جلالة الملك ومحمد القباج رئيس مؤسسة "روح فاس" ومهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة ووالي جهة فاس بولمان وعدة شخصيات، أن مآلفة الطابع الشمولي للعولمة مع القيم المتوارثة على مدى أجيال وأجيال مع التنوع الذي يطبع الأديان والتاريخ ليس بالأمر البسيط، لكن بناء صرح السلام يقتضي إنجاز هذه المآلفة عبر الحوار، الذي يظل صلب هذه اللقاءات، "وذلك من خلال التساؤل حول ما يتهدد هويتنا الثقافية، وكيف نعيشها بشكل مغاير وكيف نربط جسور الحوار بينهما ونضمن إثراءها لبعضها البعض".وقد تناولت الصبيحة الأولى من هذه اللقاءات التي ستسمر إلى غاية الرابع من الشهر الجاري، موضوع "هويتنا الثقافية في مواجهة أحادية العالم" بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين أبرزوا أن العصر الحالي الذي يختزل لسوء الحظ في مفهوم صدام الحضارات، لا ينتج سوى الصراعات وانعزال الهويات.وستتمحور أشغال ثاني هذه الصبحيات الفكرية التي تنظم بمتحف البطحاء، حول موضوع "مدننا التراثية: أهي انعكاس للعالم القديم أو منبع الخيال للمستقبل"، وذلك من خلال طرح مجموعة من التساؤلات منها على الخصوص، الدروس الواجب استخلاصها للغد، وكيف يمكن إعادة توظيف التراث في المدن، في حين ستتطرق صبيحة يوم الاثنين لموضوع "معتقداتنا وعقلنا في محك العالم الجديد" من خلال التطور الذي طرأ عليها، والدور الذي باتت تضطلع به وكيف يمكن تفعيله

ليست هناك تعليقات: