الاثنين، أكتوبر 13، 2008

تمودة: العهد الروماني


موقع تمودة الأثري

موقع تمودة الأثري
يقع موقع تمودة الأثري على الضفة اليمنى لواد مرتيل، على بعد 5 كلم جنوب غرب تطوان.
ينحدر إسم الموقع غالبا من الكلمة الأمازيغية "تامدا" التي تعني "مروج".
للموقع أهمية أثرية كبيرة. فقد عرف في الفترة العتيقة، مرحلتين أساسيتين:
Ä المرحلة المورية؛ تمتد منذ القرن الرابع قبل الميلاد حتى السنة 40 بعد.م،
Ä المرحلة الرومانية؛ تبدأ بعد السنة 40 بعد.م و تستمر على مدى أربعة قرون.
تم اكتشاف الموقع خلال العشرينيات من القرن الماضي، حيث أجريت به عدة حفريات أثرية من طرف باحثين إسبان خلال مرحلة الاحتلال الإسباني. عرف الموقع كذلك بعض الأبحاث من طرف باحثين مغاربة خلال التسعينيات.
حاليا يعرف الموقع مشروعا يهدف إلى تأهيله من خلال إعداد تصميم استراتيجي وبرنامج تنفيذي، على المدى المتوسط، بغاية صيانة وتأهيل الموقع في إطار مشروع مندمج، يشارك فيه كل من الجماعة الحضرية لتطوان، وجامعات مغربية وإسبانية وجمعيات من الضفتين.
تمودة: المدينة المورية
استقرت مجموعات بشرية بموقع تمودة الأثري منذ القرن الرابع قبل الميلاد، الذي يعتبر بداية المرحلة المورية بالمغرب( ق 4 ق.م إلى
40 م).
بدءا من القرن الثاني قبل.م، يمكن الحديث عن مدينة حقيقية بفضل التطور العمراني الذي عرفته تحت حكم الملوك الموريين، وبالأخص في عهد الملك بوخوس الأول. تؤكد تمودة أن مفهوم المدينة في المغرب العتيق كان موجودا قبل الاحتلال الروماني وذلك من خلال التوزيع العمراني للمنازل والحوانيت والأزقة والساحة عمومية،...
الوضعية الجغرافية المميزة للمدينة ساهمت في تنشيط الاقتصاد بالمنطقة، فقد كانت تمودة الأثرية منفتحة على البحر الأبيض المتوسط، عبر واد مرتيل الذي سهل عملية التبادل التجاري مع شبه الجزيرة الإيبيرية وأقطار أخرى من المتوسط .
و قدطورت المدينة إنتاجا محليا في صناعات مختلفة كما تدل على ذلك النسبة المهمة من اللقى الخزفية ذات الإنتاج المحلي التي عثر عليها في الموقع.
توفرت المدينة أيضا على معمل لسك النقود التي كانت تحمل أسماء الملوك الموريين بكتابة بونية حديثة.
تأثرت تمودة بالحضارة البونية من خلال تعبيرات مختلفة كاللغة، والصناعات المحلية، المعتقدات،...
عرفت المدينة، خلال هذه المرحلة المورية، استقرارا سياسيا ورواجا اقتصاديا ملموسا، وذلك حتى السنة 38 قبل.م حيث دمر المدينة، حريق نتج غالبا عن فتن سياسية مرتبطة بالوضع السياسي السائد آنذاك في المتوسط. يؤكد ذلك آثار الدمار الذي يعود إلى نفس الفترة الموثق بمواقع أخرى بالمغرب كموقع تموسيدا وموقع سيدي عبد السلام دالبحر.
و من المحتمل أن يكون قد تم إعادة بناء المدينة بعد هذه الأحداث. و في السنة 40 بعد م.، تعرضت المدينة المورية مجددا للدمار على يد الفيالق الرومانية على إثر غزوها للبلاد المورية.

تمودة: العهد الروماني
شيد الرومان على أنقاض المدينة المورية معسكرا فريدا من نوعه في التاريخ العتيق للمغرب. و بذلك دخلت المدينة مرحلة جديدة في تاريخها و تحولت إلى مستعمرة رومانية.
يصعب تحديد الفترة التي شيد فيها المعسكر بدقة، إلا أنه غالبا ما بني بعيد تدمير المدينة المورية.
للمعسكر شكل مربع قياس كل جانب منه 80 مترا، مشيد على مساحة
5 هكتاراتو محاط بسور فتحت في كل جانب منه باب، و دعم في أجزاء مختلفة منه بأبراج ذات شكل نصف دائري.
يتميز المعسكر في داخله بتخطيط بسيط حيث يمكن تتبع طريقين رئيسيين متعامدين يتقاطعان في مركزه.
لقد تم العثور داخل المتحف على عدد كبير من اللقى الأثرية التي تتمثل في الخزف و النقود و عدد مهم من الأدوات البرونزية التي تعكس نواحي مختلفة من الحياة العسكرية خلال العهد الروماني.
احتفظت تمودة بوظيفتها العسكرية حتى سقوط الإمبراطورية الرومانية خلال النصف الأول من القرن الخامس بعد م

ليست هناك تعليقات: