الخميس، فبراير 22، 2007

خارج أســــــــــــو ار ملعب سانية الرمل بتطوان

من إعـداد: أنس الصورد خارج أســــــــــــو ار ملعب سانية الرمل بتطوان
" لاشك أن ارتباط الرياضة بالحياة العامة للمواطنين هو أمر مسلم به، بل هو ضروري و مؤكد بالنسبة للكثير من المجالات التي تتأثر إيجابا أو سلبا بمدى نجاح و تألق الجمعيات الرياضية الممثلة لهذه المدينة أو تلك.
و في مقدمة الميادين التي تستفيد أو تتضرر من إحقاقات الأندية الرياضية في مختلف بلاد الدنيا، الميدان الثقافي بصفة عامــــــــــــــة و المتحفي بصفة خاصة، حيث يكون أمرا طبيعيا و مستحبا لدى الكثير من محبي و عشاق الفرق الرياضية الذين يرافقون فرقهم إلى المدن التي ستخوض فيها لقاءاتها أن يطلعوا على ثقافة و حضارة هذه المدن من خلال زيارة مواقعها الأثرية أو متاحفها التراثيـــــــــة و بعض مجالسها الثقافية و الفكرية و الفنية. و تشجيعا منا لهذه الظاهرة و الحث عليها و الترغيب فيها يتم تنظيم هده الزيارة لفريق المدينة الاول المغرب أتلتيك تطوان للتعريف ببعض المؤسسات الثقافية و الفنية و التراثية بمدينة تطوان، و هو التعريف المقدم أساسا للجمهور الرياضي التطواني للإطلاع على بعض أبرز المعالم الثقافية بمدينته، كما هو مقدم أيضا للجماهير المغربية التي تعتز تطوان باستضافتها في كل اللقاءات التي يجريها المغرب التطواني بملعب سانية الرمل." و ستكون الإطلالة الأولى على مدرسة الصنائع و الفنون الوطنية بتطوان:
مدرسة الصنائع و الفنون الوطنية بتطــوان
تعتبر مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان من أقدم و أبرز وأهم المؤسسات الفنية و التراثية والمتحفية في المغرب، إﺫ يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1919 على يد محتسب مدينة تطوان آنذاك المرحوم الحاج عبد السلام بنونة، فيما كان استقرارها بفضائها الحالي ابتداء من سنة 1928، حيث يعتبر معلمة عمرانية فريدة من نوعها. والهدف الأساسي الـﺫي كان وراء خلق هـﺫه المؤسسة هو المحافظة على الإرث الفني و الإبداعي والحرفي المغربي الاندلسي مع تلقين أسراره وتقنياته للأجيال المتعاقبة. .. وكدليل على نجاح هذه المبادرة أنها استمرت إلى الآن بنفس الطموحات والأهمية رغم تعرضها في كثير من الأحيان إلى العديد من المشاكل والعقبات، حيث مازالت المدرسة تلعب دورها في عملية المحافظة وتكوين الأطفال والشباب في عدة حرف تقليدية (الخشب – الزخرفة – الخزف والزليج – الطرز – الصياغة – الجبس – النحاسيات – الحدادة الفنية – الجلود المطروزة - الخشب المطعم ) ، و يبلغ عدد تلاميذها برسم السنة الدراسية الحالية 2006/ 2007 ما مجموعه 94 تلميذا من الأطفال الذين لم يوفقوا في دراستهم التعليمية، فوجدوا ضالتهم في هذه المؤسسة التي تفتح ذراعيها لكل راغب في الاستفادة من التكوين الحرفي التراثي ، و يتخرج منها كل سنة عدد هام من الشباب المؤهل لولوج عالم الشغل أو المقاولة.
و يشرف على عملية التكوين داخل أقسام و محترفات هذه المؤسسة طاقم متخصص من الحرفيين المهرة يتكون من السادة : المفضل الـرورو ـ محمد أمغـوز ـ علي البكوري ـ مصطفى اليونسي ـ محمـــــد إلياس الطوب ـ رحمة الـوردانـي ـ محمد الخنشـوف ـ ادريس لشقــار المرواني ـ عبد الواحد الحتــاش ـ عبد الواحـد المصـــداق. وتعتبر المدرسة أيضا متحفا متحركا ونشيطا يحظى بزيارة الكثير من الأجانب والمواطنين الـﺫين لهم اهتمامات ثقافية وتاريخية وفنية، كما يحظى بزيارات مكثفة لشخصيات بارزة من عالم السياسة والأدب والسينما...الخ . ..ولمدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان كـﺫلك حضور متميز في الكثير من المهرجانات والملتقيات والأسابيع الثقافية داخل وخارج أرض الوطن مثل أسبانيا و الولايات المتحدة الأمريكية و سلطنة عمان و البحرين، كما هي مقبلة على الاستفادة من عدة اتفاقيات للتعاون و الشراكة مع جهات ذات الاهتمام المماثل: الجماعة الحضرية لتطوان و الوكالة الاندلسية للتعاون الدولي و مؤسســــــة عبد القادر السدراوي و جمعية السيدة الحرة، مع الإشارة إلى استفادتها من دعم خاص من ولاية تطوان في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. مدرسة الصنائع و الفنون الوطنية بتطوان التي تتوفر على حدائق غرناطية غناء، كانت قد نشطت خلال سنة 2006 بشكل ملحوظ، حيث نظمت أسبوعها الثقافي و الفني الأول، و خصصت جائزتين لأفضل إبداعات معلميهــــــــــــــا و تلامذتها، حيث حظي معلم مشغل الزخرفة ( الفائز بالرتبة الأولى ) بزيارة للأندلس في شهر نوفمبر 2006، كما فتحت أبوابها للكثير من المؤسسات و الجمعيات المحلية لتنظيم أنشطتها الثقافية الهادفة. و للذكرى و التاريخ نذكر فيما يلي أسماء السادة المديرين الذين تعاقبوا على إدارة هذه المعلمة التراثية- أنطونيو غوت إينشوستي ( من 1919 إلى 1921 - خوصي غوتييريس ليسورا ( من 1921 إلى 1930 ) - ماريانو بيرتوشي ( من 1930 إلى 1955 ) - محمد السرغيني ( من 1956 إلى 1976 ) - عبد الله الفخار ( من 1976 إلى 1990 ) - علي نخشة ( من 1991 إلى 1998 ) - محمد حافظ الزواقي ( من 1999 إلى 2005 ) - أنس الصــــردو ( ابتداء من يوليو 2005..... )
و للأمانة العلمية و التاريخية، فإن ماريانو بيرتوشي يعتبر هو المؤسس الروحي و الفعلي للعصر الذهبي لمدرسة الصنائع بتطوان، و هو فنان و مبدع غرناطي أحب تطوان فأحبته، أعطى لهذه المؤسسة بعدها الفني و الجمالي و التراثي و الحرفي و الوظيفي و الحضاري، و أثث لنهضتها الفنية باجتهادات و مبادرات مكنتها من الانفتاح على محيطها الخارجي محليا و وطنيا و دوليا.

ليست هناك تعليقات: